احرص على تحويل مُنتجك إلى منصّة من أجل النجاح
عندما أعلنت آبل عن استثمار مليار دولار أمريكي في شركة “ديدي” Didi الصينية للنقل التشاركي، جاء الخبر غريبًا نوعًا ما لأن هناك اختلاف في مجالات العمل. لكن ما هي إلا أشهر قليلة حتى بدأت عائدات الاستثمار تظهر، وتحديدًا تلك الجزئية التي تحدّثت عن إمكانية توفير خدمة آبل للموسيقى Apple Music داخل سيّارات تلك الشركة في الصين.
وبعيدًا عن آبل يُمكننا تناول فيسبوك الشبكة التي بدأت بدون نموذج ربحي، وبدون أدنى فكرة عن آلية الاستفادة منها تحقيق عائدات مادية. لكن ما هي سوى سنوات قليلة حتى سجّلت الشركة أرباح فصلية بعدما اعتمدت على الإعلانات كأول مصدر دخل لها.
يُمكنني الاستمرار بطرح الأمثلة التي أطمح من خلالها لتسليط الضوء على الاختلاف الكامل بين المُنتج وبين آلية تحقيق الربح منه، فشبكة فيسبوك مكان للتواصل، والأجدر مثلًا -أو أول ما يتبادر للأذهان- سيكون تحقيق الربح من فرض اشتراكات شهرية. لكن الموضوع أبسط من ذلك. نفس الأمر في آبل التي يُمكن تحليل استثمارها فورًا على أنه بنيّة جمع البيانات من السيّارات التابعة لشركة ديدي للاستفادة منها في أنظمة القيادة الذاتية.
في 2017، نموذج الأعمال واضح وصريح، حوّل مُنتجك لمنصّة مُتكاملة ولا تحصر نموذج ربحك بالمُنتج ذاته فقط. عند جلوسك في مطعم ما انظر إلى قائمة الطعام أو إلى الورقة التي يجلبها لوضعها تحت الأطباق وستجد الإشارة فيها إما لشركة مشروبات غازيّة ما، أو لنوع خبز، أو لشركة ماء. المطعم يُحقّق ربحه من الطعام، لكن التفكير كمنصّة سمح له بزيادة الفائدة ووضع إعلانات في أماكن مُختلفة أو الترويج لمنتج ما.
باختصار، لا تحصر تفكيرك ونموذجك الربحي في مكان واحد، فهناك وسائل أُخرى يُمكن الاستفادة منها دون المساس أبدًا بالمشروع أو بآلية عمله.
Note: This post is also available in English.