التسويق Marketing

التسويق عبر نشر الفائدة.. نموذج للمدارس والجامعات

لست بحاجة للحديث عن القيمة المُضافة أبدًا وتأثيرها على أي مشروع، فأي مستخدم أو زبون سينتقل لاستخدام منتجك طالما أنك تُقدّم شيء مُميّز غير موجود لدى الآخرين، وهذا في نفس الوقت يُعزّز من الولاء أيضًا.

لكن السؤال الأبرز يبقى حول كيفية جذب أولئك الزبائن لتجربة منتجك، فالبعض يرغب بتجربة كل جديد، والبعض الآخر يُفضّل البقاء على الشيء ذاته انطلاقًا من مبدأ “يلي بتعرفو أفضل من يلي بتتعرّف عليه”. كما أننا كبشر نادرًا ما نُحب المفاجآت غير المحمودة في الحياة.

القيمة المُضافة يُمكن أن تكون في حملتك الترويجية ذاتها بعيدًا عن المشروع، أي في محاولة لجذب الزبون -المستخدم- للاطلاع على حملتك الترويجية أولًا قبل أن يأخذ خطوة أكبر ويخطو لتجربة ومعاينة مُنتجك عن قُرب.

في تركيا هناك هيئة تعليمية تُدعى Doğa Koleji، وهي سلسلة مدارس تبدأ من المرحلة التحضيرية للأطفال وتُغطّي كافة المراحل التعليمية حتى المرحلة الثانوية. وهي من ناحية السُمعة جيّدة، إلا أنني لم أقم بتجرتها سابقًا.

الحملة التي تقوم بها هذه الهيئة أو المؤسّسة للترويج لذاتها جميلة جدًا ولفتت انتباهي على الرغم من أني لست من الشريحة المُستهدفة في الوقت الراهن.

في أحد المراكز التجارية، مول Mall، كانت هناك زاوية صغيرة خاصّة بهذه الهيئة تحتوي على مجموعة من الكراسي الخاصّة بالأطفال إضافة إلى شاشة كبيرة ودفاتر للرسم. وفي مراكز تجارية أُخرى كانت هناك طابعة ثلاثية الأبعاد 3D ونماذج صغيرة مطبوعة باستخدام تلك الطابعة مع وجود دارات كهربائية تربط تلك المكوّنات لتشكيل لعبة آلية صغيرة.

يُمكن ملاحظة هذه الخطّة البسيطة أو الحملة التسويقية الذكية لجذب انتباه الأطفال أولًا، ثم الأهالي ثانيًا، فدخول الطفل لتلك الزاوية سيكون عفوي بسبب انجذابه للألعاب. وبطبيعة الحال سيدخل أهله خلفه ومن هنا تبدأ رحلتهم في التعرّف على الهيئة ورُبما زيارة أقرب فرع لها لرؤية الصفوف وآلية التعليم فيها كذلك.

وقبل الختام، وفي طابق آخر في نفس المركز التجاري كانت هناك مساحة مُخصّصة للأطفال أيضًا تحتوي على الكواكب مع تلسكوب Telescope وشاشة كبيرة لتعليم الأطفال المزيد عن الفضاء. كما أن الموظّفين في تلك المساحة يرتدون لباس رجال الفضاء أيضًا، وهذا شيء مُلفت للنظر للأطفال والكبار على حد سواء.

المساحة الخاصّة بالفضاء لا أدري إذا كانت تابعة لنفس الهيئة أم لا، لكن بشكل عام هذه الأفكار البسيطة في التسويق كفيلة في إضافة قيمة للشخص حتى لو يكن يرغب في تسجيل ولده في تلك المدرسة. فهو سيقوم بنقل تلك التجربة لأصدقاءه، وآخر -أنا- سيقوم بالكتابة عنها، وآخر سينشر صورة على انستغرام، وبهذا الشكل تُحقّق الحملة غايتها وتُحقّق الانتشار المطلوب بذكاء وفائدة أيضًا.


Note: This post is also available in English.

الوسوم
اظهر المزيد

فراس اللو

مُبرمج ومُطوّر تطبيقات ومواقع. صانع مُحتوى ومُحرّر تقني في موقع ميدان الجزيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق