العلامة التجارية Branding أو هوّية الشركة في عالم التسويق
يرتبط مُصطلح التسويق بشكل أو بآخر بالإعلانات من جهة، وبشعار الشركة وتصميمه من جهة أُخرى. إذ يعتقد البعض أن التسويق يعني إنشاء شعار للشركة، أو إنشاء حملة إعلانية وينتهي الأمر هكذا. لكن في الواقع، هذه الأمور -الحملة الإعلانية والشعار- مُجرّد أجزاء بسيطة جدًا من التسويق.
العلامة التجارية أو هوّية الشركة تختلف بدورها كذلك عن الشعار Logo، فإنشاء هوّية للشركة ليس فقط إنشاء شعار لها واختيار الألوان المناسبة، بل هو فن أكثر من كونه علم يُدرّس. العلامة التجارية يُمكن تشبيهها تمامًا بالمُعرّف الذي يُميّز شركة عن الأُخرى؛ فهي تجمع ما بين الاسم، والشعار، والأهداف، وكل شيء يُعرّف الشركة بالشكل الأمثل.
العلامة التجارية للشركة تلمس كل شيء داخل الشركة، أو تؤثر على كل شيء، فهي تُحدد الجو العام للشركة، وطريقة التواصل ما بين أعضاء فريق العمل والموظفين داخلها، إضافة إلى طريقة التواصل مع العُملاء والوصول إليهم. كما تؤثر العلامة التجارية -الهوّية- على العناصر البصرية الخاصّة بالشركة سواء كانت شعارات، أو منشورات، أو حتى حملات إعلانية مُتعددة الوسائط.
إنشاء العلامة التجارية الخاصّة بأي شركة أمر هام جدًا، فهو مثلما ذكرنا يعكس بشكل أو بآخر هوّيتها، ولهذا السبب يجب أن ترتبط العلامة بقصّة أو تاريخ للشركة، بحيث يكون شيء خاص بها من الصعب أن يتكرر في مكان آخر.
يُمكن معاملة العلامة التجارية على أنها شخص أو كائن حي، وبالتالي ما تعكسه شخصية هذا الكائن هو ما يجعلنا نرغب بالتواصل معه من عدمه. نفس الأمر ينطبق على هوّية أي شركة، فيجب أن تكون الأمور مدروسة بعناية وحقيقية، بعيدة كُل البعد عن التصنّع.
هناك بعض الشركات التي لم تجد لنفسها حتى هذه اللحظة هوّية، أو لم تُعرّف العلامة التجارية كما هو مطلوب، لهذا السبب يُمكن الاستعانة بنموذج يُساعد في طريقة تحديدها والبدء بتغيير كل شيء ليتوافق تمامًا معها.
يعكس النموذج الموجود في الأعلى الشخصيات الخاصّة بكل شركة، وهو يُساعد في تحديد هوّية الشركة وشخصيتها بشكل أفضل. يحتاج صاحب الشركة أو العمل إلى تحديد موقع شركته على الخط الواصل ما بين الشخصيات، فالشركة إما أن تكون شخصية أو مؤسسة، وإما أن تكون مرحة أو جديّة، وهكذا.
كُلما كان موقع الشركة قريبًا من العناصر الموجودة على اليمين فهذا يعني أن تصاميم الشركة يجب أن تمتاز بألوان عصرية، ويجب أيضًا استخدام خطوط تمنح الشعور بالمرح والتحرر، إضافة إلى التواصل مع العملاء بصورة بعيدة قليلًا عن الرسمية مع الحفاظ على الاحترام بكل تأكيد. أما إذا كانت الشركة تميل للعناصر الموجودة على اليسار، فالأفضل استخدام ألوان أكثر جدّية وتقليدية، إضافة إلى خطوط من هذا النوع في الشعار والحملات الإعلانية والمنشورات. أما وسيلة التواصل فهي يجب أن تكون رسمية 100٪ مع العُملاء.
كمُلخّص سريع، يجب أن تمتلك كل شركة هوّية وشخصيّة تُميّزها عن غيرها لتُثبت وجودها ولا تكون مُجرّد شركة أُخرى في السوق، وهذا أمر يمكن أن نجده في أكبر الشركات العالمية التي لها شخصية تؤثر على الثقافة الداخلية والخارجية كذلك، وهو أمر يُمكن أن نتحدث عنه في تدوينات قادمة بالأمثلة.