“تويت كودز” TwittCodes… عندما بنيت مُنافسًا لـ Stackoverflow

على شاكلة مواقع مثل “تويت ميل” (Twitmail)، وهو من تطوير صالح الزيد إن لم تخنّي ذاكرتي، وموقع “تويت بيك” (TwitPic) الذي أتاح مُشاركة الصور على تويتر آنذاك، عملت في عام 2009 تقريبًا على تطوير موقع “تويت كودز” (TwittCodes)، لمُشاركة الشيفرات البرمجيّة على شبكة تويتر.
الفكرة مُشابهة جدًا لموقع “ستاك أوفر فلو” (StackOverflow) الذي انطلق عام 2008 تقريبًا والذي لم يكن آنذاك مُنتشرًا بشكل كبير، على الأقل في الوطن العربي. أذكر أن الأخ عبدالعزيز الزرعوني هو من قام بتصميم الشعار. كما قام الصديق مجد شاويش بمُساعدتي في بعض العقبات التقنية التي واجهتني في تطوير الموقع. أما الفكرة الرئيسية، فجائتني عندما كُنت في حوار مع فؤاد بدوي، المُعاصر، حول مشُكلة في شيفرة CSS لأحد المشاريع. وقتها كُنا نتناقش على تويتر ومن هنا بدء كل شيء.
الشريحة المُستهدفة
بالنظر إلى اسم المشروع، فإن الشريحة المُستهدفة كانت مُستخدمي شبكة تويتر الاجتماعية، الشبكة التي ما زالت تعمل حتى يومنا الحالي للبقاء ضمن دائرة المُنافسة أمام أسماء مثل فيسبوك، “إنستغرام”، أو حتى “واتس آب”. هذا يعني أنني قلّصت جدًا من دائرة الشريحة المُستهدفة بالأساس وحصرت كل شيء في مُستخدمي تويتر، خصوصًا أن تسجيل الدخول في “تويت كودز” كان يعتمد على حساب تويتر فقط!
الهدف من المشروع كان تبسيط مُشاركة الشيفرات البرمجية على الشبكات الاجتماعية بشكل عام، إلا أن موجة الخدمات المُرتبطة بتويتر دفعتني دون دراية إلى الذهاب في نفس الطريق، وهو ما قلّص من وجهة نظري الشخصيّة من فرصة المُنافسة، أو على الأقل، الوصول لشريحة أكبر من المُستخدمين على مستوى الوطن العربي أولًا، والعالم ثانيًا.
حاول دائمًا تحليل الشريحة المُستهدفة بدقّة قبل البدء من أجل اختيار اسم مُناسب للمشروع من جهة، والترويج له في المكان الصحيح من جهة أُخرى.
وضوح الرؤية
عندما نتحدث عن مشروع كانت بدايته في 2010 تقريبًا، فنحن نتحدث عن شاب كان في العشرين من عمره تقريبًا. لم أكترث وقتها للمال بقدر ما كنت أُفكّر فقط في العمل على شيء يستهويني لإطلاقه والشعور بسعادة بعدها.
ما سبق يعني أنني لم أكن مُدركًا لحجم المشروع أو الفكرة إن صحّ التعبير، فمُشاركة الشيفرات البرمجية على شبكة الإنترنت آنذاك لم يكن بالشيء الرائج. ولا أدّعي هُنا أني صاحب الفكرة، لكن التخاطر الفكري يُشعرك بقيمة أفكارك، وبأنك تسير بشكل أو بآخر في الطريق الصحيح، وهو أمر اكتشفته بعد فوات الأوان.
وهنا يأتي التوقيت كعامل مُهم لإطلاق الفكرة، فشبكة تويتر في ذلك الوقت كانت تخطو خطواتها الأولى، واعتمادي على واجهاتها البرمجية APIs هو خطأ كبير في ظل وجود إمكانية تطوير نظام خاص للتسجيل في “تويت كودز”، لأن أي تغيير في شروط الاستخدام في تويتر قد يودي بموقعي إلى الهاوية.
الاستمرارية
عندما أطلق “زوكربيرغ” شبكة فيسبوك، لم يكن هدفه المال بشكل رئيسي، فهو سعى لتطوير شبكة اجتماعية لتسهيل حياة الطُلّاب فقط. وأكاد أجزم أنه لم يمتلك رؤية واضحة حول مصير مشروعه، ولا حول الآلية التي سيجني الأرباح منها، وهنا يأتي دور المُستثمرين وروّاد الأعمال.
استمراريّة “زوكربيرغ”، إضافة إلى استخدام شبكته الاجتماعية بشكل كبير، فتحت جيوب المُستثمرين أمامه، الأمر الذي ساعده على استقطاب أفضل العقول من أجل وضع رؤية واضحة وصحيحة للشبكة الاجتماعية من أجل الاستمرار والحصول على موارد ماديّة تُساعدها على هذا الأمر.
في “تويت كودز” وضعت مكان بسيط لعرض الإعلانات، أملًا في الحصول على مردود لا بأس به عند انتشار الموقع. ولعدم امتلاكي للخبرة الكافية في مجال ريادة الأعمال، لم أكن أفكّر في طريقة تطوير نموذج عمل يُساعدني على الاستمرار. كما أن عدم وضعي مزيدًا من الجهود في “تويت كودز” أبعدني كُل البُعد عن أي شخص كان قادرًا على أخذ المشروع لمُستوى آخر.
باختصار، لن يكون مشروعك مُميّزًا منذ إصداره الأول، إلا أن الفرصة قد تأتي بعد فترة عند امتلاك رؤية ولو بسيطة ونيّة في الاستمرار ووضع الجهود لفترة من الزمن ولتكن عام مثلًا. وفي النهاية، فشل المشروع ليس نهاية الطريق، على الأقل وضعت قدمًا على ذلك الطريق بتطوير الموقع وإطلاقه. كما أن وجود خدمات مُشابهة يُعطيك دفعة معنوية جيّدة حول جودة الأفكار التي تسعى لتطويرها. أما الأهم، فهو الدروس المُستفادة من التجربة بشكل عام.
