حملة خارج الصندوق لتوعية السائقين أثناء القيادة

هناك سيناريو يتكرّر في مُعظم حملات التوعية التي نشاهدها على التلفاز والصحف، أو التي نسمعها في الراديو، أو حتى تلك الموجودة على علبة السجائر، فهي دائمًا ما تُخبر الشخص ذاته عن مخاطر الأمر كالتدخين أو استخدام الهاتف أثناء القيادة. وكالعادة، وبحكم الطبيعة البشرية، لا نكترث بتلك الحملات أيًا كان حجم القسوة بداخلها.
لكن الطبيعة البشرية، وتحديدًا العاطفة، أمر هام لا يجب إغفاله، فالإنسان غالبًا ما يستمع لمن يحب، فهو سيمارس الرياضة لو أخبره أحد المُقرّبين بذلك. أو قد يحاول الإقلاع عن التدخين من أجل إرضاء شخص ما يُحبّه، والقائمة تطول.
صباح اليوم شاهدت فيديو لأحد المُخرجين الرائعين وهو Max Joseph، وذلك عن طريق Casey Neistat. الفيديو يشرح كيف تحدث الرؤية عند الإنسان وكيف يُمكن التلاعب بهذا الأمر في عالم الإخراج لإنشاء رسومات مثل الفيديو؛ من البداية حتى 3:17.
باختصار، يشرح الفيديو أن السير بسرعة عالية وعرض مجموعة متتابعة من الصور سيؤدي لظهور تلك الصور الثابتة وكأنها مُتحرّكة، وهذا لأن الدماغ يقوم بالاحتفاظ بالضوء الوارد لعشر الثانية، أي 1 ملي ثانية تقريبًا.
من هنا، يُمكن إنشاء حملات توعية للسائقين أثناء القيادة بعد اللعب على عاملين، الأول هو العاطفة والثاني هو احتفاظ الدماغ بمعلومات الضوء، بحيث تكون موجّهة للمرافقين داخل السيّارة، وليست للسائق بحد ذاته، لأن الحملات الموجودة الموجّهة له لم تفي بالغرض.
الطفل داخل السيّارة، أو الشخص المرافق، هو المستهدف من تلك الحملة التي سيتم وضع فيها صور متتابعة على جانب الطريق بحيث تظهر مُتحرّكة مثل الفيديو الموجود في الأعلى عندما يسير السائق بسرعة عالية، وتظهر على أنها صور ثابتة عندما تكون السرعة معقولة.
محتويات الصور يُمكن أن تتحدّث عن السرعة، أو عن استخدام الهاتف أثناء القيادة، أو عن عدم استخدام حزام الأمان؛ أي شيء يتعلّق بالقيادة يُمكن أن يسرق انتباه الطفل الذي سيجذبه التوضّع المتتالي للإطارات، وبالتالي استلام الرسالة وإخبار السائق (والده أو والدته) بهذا الأمر، مثل تجنّب السير بسرعة، أو تنبيهه عند استخدام الهاتف.
عندما يستلم الطفل مثل تلك الرسائل ويبدأ بإخبار والده أو والدته بضرورة عدم القيام بشيء مُخالف، سيتولّد شعور بالذنب لأن العاطفة قوّية، ولأن الأهل يرغبون بأن يكونوا قدوة حسنة بطبيعة الحال.