تجارب شخصيةريادة أعمال

ريادة الأعمال في الميترو… مشروع يدرّ الملايين

عادة ما أحاول النظر إلى الأشياء الغير مفهومة من حولي لمحاولة العثور على حلول منطقية لها تبقى -في الغالب- ضمن قائمة الأفكار، أو تخرج على هيئة تدوينة بسيطة مثل هذه.

لاحظت مؤخرًا أن الصفّ الواحد في الميترو (قطار الأنفاق) يتّسع لخمسة أشخاص. لكنه ضيّق بعض الشيء وبالكاد يُمكن للشخص أن يجلس بارتياح. هنا بدأت بالتفكير عن حلول أكثر منطقية وتساءلت عن سبب عدم وضع المقاعد أفقيًا على هيئة صفوف مثل القطارات العاديّة عوضًا عن كونها طولية مثلما هو الحال، فلو وضعت ثلاثة صفوف، سيتّسع المكان ذاته لستة أشخاص عوضًا عن خمسة (A).

لكن ماذا عن المسافة بين الصفوف؟ هل ستكون كافية؟ أم أن محدودية المساحة ستجعل الجلوس أصعب؟ (B)

وماذا عن الصعود والنزول؟ هل يحتاج الشخص الذي يجلس بجانب النافذة لإزعاج من يجلس بجانبه عند الصعود أو النزول؟ ومع محدودية المساحة هل ستكون التجربة حقًا عملية؟ (C)

ما يحدث لرائد الأعمال مشابه تمامًا لهذه الحالة البسيطة في الميترو؛ يرصد مُشكلة ما ويحاول العثور على حلول لها، وهنا غالبًا يتوقّف الرائد عند النقطة A، فهو عثر على الحل وتحمّس له وبدأ بإخطار الجميع عنه، ليبدأ بعدها بسماع تساؤلات حول النقطة B، وهنا ستدفعه حماسته لوضع بعض الفرضيات مثل أن المسافات قريبة لذا فالراحة عند الجلوس ليست بالأمر المحوري، أو أن متوسط طول الفرد هو 175 سم، وبالتالي لا نحتاج لمساحة كبيرة بين المقاعد.

رائد الأعمال المُتمرّس سيسعى لإجراء استبيانات والبحث عن دراسات حول هذا الأمر للوقوف على جدوى مشروعه الذي سيدرّ الملايين في مُخيّلته. وفي حالة الوصول لدرجة فعالية الحل وإمكانية الاستخدام، النقطة C، سيُدرك الشخص وجود أكثر من مُشكلة، وأن ما سيقوم به لتوفير ستة أماكن للجلوس في كل عربة سيُكلّف الكثير دون الحصول على جدوى حقيقيّة عند مُقارنة الجهد المبذول بالعائدات.

لهذا السبب، وعندما ترغب في دخول مجال ريادة الأعمال لا تندفع وراء الفكرة والحماسة فقط، بل اسعى لدراسة أكثر من ناحية خصوصًا قابلية الاستخدام لأن المشاريع عادة ما توفّر حل من جهة، وتفتح ثغرة من جهة أُخرى.

الوسوم
اظهر المزيد

فراس اللو

مُبرمج ومُطوّر تطبيقات ومواقع. صانع مُحتوى ومُحرّر تقني في موقع ميدان الجزيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق