التسويق Marketing

شبكة بي ان سبورتس beIN SPORTS وسرقة المُباريات، عندما تطغى الأفكار التقليدية على الإبداع

كصاحب مُحتوى، دائمًا ما انزعج عند مُشاهدة الأخبار أو المقالات التقنية التي اكتبها تنتشر هُنا وهناك دون مُراعاة للجهد المبذول لإخراج المواد بشكلها النهائي، حيث يأتي صاحب أي مدونة أو صفحة على فيسبوك Facebook ويقوم بنسخ المقالة مع صورها إلى موقعه أو صفحته، دون ذكر اسم الكاتب حتى.

قضيت بعض الوقت مُحاولًا مُحاربة هذه الظاهرة، خصوصًا عندما كانت تتم من قبل القنوات التلفزيونية الكبيرة التي تُريد زيادة مُحتوى صفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي، فتقوم بنسخ المواضيع والأخبار من أكبر المواقع التقنية العربية دون تردد! لكني فقدت الأمل فيما بعد.
هذا على صعيدٍ شخصي، فما بالك عندما يكون المُحتوى الخاص بواحدة من أكبر شبكات البث التلفزيوني مثل بي ان سبورتس beIN Sports هو الضحيّة؛ أي يُسرق ما تقوم هذه الشبكة ببثّه على قنواتها دون تقدير أبدًا.

بغض النظر عن الأساليب التي تتبعها بي ان لملاحقة سرقة المُحتوى وإيقاف المصادر التي تقوم ببث هذا المُحتوى، فإن ما تقوم به -من وجهة نظر شخصية- خاطئ ويقبع تحت بند التقليدية فقط لا غير. لماذا؟ لأن هناك شخص واحد على الأقل مسؤول عن ملاحقة هذا المُحتوى، ينتقل من موقع للآخر، ومن شبكة لأُخرى لإيقاف تلك الصفحات، صحيح أن بي ان على حق 100٪، لكن هذه المُمارسة مضيعة للوقت لا أكثر.

كان من المُفترض أن تُفكر الشبكة خارج الصندوق وتبتكر أساليب جديدة للاستفادة من هذه السرقات الحاصلة عوضًا عن مُحاربتها فقط، فمعظم من يقوم بسرقة المُحتوى يُغطّي شعار الشبكة، أما المباراة، فيُمكن مشاهدتها دون أية مشاكل تُذكر، وهُنا يجب الاستفادة من فرصة الانتشار التي تُحقّقها مثل تلك المواقع.

التفكير خارج الصندوق يعني الاستفادة ماديًا من خلال عرض إعلانات في الأماكن التي لا يُمكن للسارق التخلّص منها أو تغطيتها، وهذا ليس طوال المباراة بكل تأكيد، لكن عندما يتوقف اللعب لسبب أو لآخر يُمكن أن تبدأ الشبكة بعرض إعلان في أسفل الشاشة، أي فوق شريط آخر الأخبار، على أن يمتد الإعلان أثناء توقّف اللعب ليُغطّي الشاشة لبضعة ثوان، قبل أن يعود إلى مكانه السابق.

بهذه الحالة حتى لو فكّر السارق تغطية الشعار، فإن الشبكة ما يزال بإمكانها التحايل، صحيح أن الشريط السُفلي قد يُغطّى أيضًا، لكن امتداده على طول الشاشة أثناء التوقّف يسمح للشبكة بالاستفادة ماديًا وبشكل كبير أيضًا، وطبعًا هذا كلام نظري فقط. وإذا لم يكن الأمر ماديًا، فالترويج للشبكة نفسها وخدماتها أمر قد يدفع البعض للاشتراك، أي أن تقوم الشبكة بالحديث عن تكاليف الاشتراكات الشهرية مثلًا.

أما سارقي البث المُباشر، فهم أيضًا يقبعون تحت التفكير التقليدي بشكل كبير، فصيحة الإعلانات المُنبثقة التي تُزعج المُستخدمين أكل عليها الدهر وشرب، وبإمكانهم الاستفادة من عدد الزيارات الكبير على مواقعهم وتخصيص مساحات إعلانية مدفوعة، في أماكن ثابتة على الصفحة نفسها، وبالتالي يضمن صاحب الموقع الربح المادي من جهة، ويضمن أن يسعد المُستخدم من جهة أُخرى.

ما ورد أعلاه كلام نظري، لكنه تفكير شخصي خارج الصندوق، خصوصًا أن ظاهرة سرقة بث المُباريات مُنتشرة وبكثرة، بل تمتلك حساباتها على الشبكات الاجتماعية عدد مُتابعين ضخم جدًا يعكس اهتمام المُتابعين -في الوطن العربي على الأقل- بمشاهدة المُباريات دون الخوض في تفاصيل الاشتراكات الشهرية التي تفرضها شبكات التلفزة، لكن هذا لا يعني أني أؤيّد مثل هذه الظاهرة.

الوسوم
اظهر المزيد

فراس اللو

مُبرمج ومُطوّر تطبيقات ومواقع. صانع مُحتوى ومُحرّر تقني في موقع ميدان الجزيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق