ريادة أعمال

كفاكم لغطًا بين الشركات الناشئة والصغيرة!

عندما يُذكر مُصطلح الشركات الناشئة Startups غالبًا ما تتبادر إلى الأذهان أسماء مثل فيسبوك و”إنستغرام”، تويتر و”واتس آب”، ليس لأنها الشركات الوحيدة التي كانت تندرج تحت هذا المُسمّى، بل لأنها الأكثر نجاحًا في التحوّل من ناشئة إلى صغيرة، ومنها إلى متوسّطة ثم عملاقة فيما بعد. وتجدر الإشارة هُنا إلى أن جميع الشركات السابقة لم تمر بنفس المراحل، فالنمو يختلف بكل تأكيد من شركة للثانية.

فيسبوك أو تويتر -على سبيل المثال لا الحصر- تتشاركان مع “أوبر” و”إير بي إن بي” AirBnB ببعض الميّزات التي جعلتها ناشئة وأهمّها الفكرة. جميع الشركات السابقة بدأت بتنفيذ الفكرة بصرف النظر عن أي شيء آخر. لم يجلس “زوكربيرغ” مُكترثًا بنموذج العمل Business Model أو باستراتيجيّة النمو Growth Strategy. ولم يكترث “براين تشيسكي” Brian Chesky الرئيس التنفيذي لـ “إير بي إن بي” للمبلغ اللازم لإبقاء شركته على قيد الحياة، وهنا الحديث عن البدايات فقط، فترة تحويل الفكرة إلى شيء ملموس يُمكن للمُستخدمين تجربته واستخدامه، فالأهم هو أن ترى الفكرة النور.

لكن ما يحدث اليوم في حاضنات الشركات الناشئة قد يكون أحد العوامل المُساهمة في القضاء على الشركة الناشئة حتى قبل أن ترى النور، فأصحاب تلك الشركات يبدؤون بفكرة يدخلون بها لتلك الحاضنة آملين أن يحصلوا على الدعم اللازم لتحقيق أحلامهم، سُرعان ما تبدأ تلك الأحلام بالتبخّر بسبب الروتين والنمطية المُتّبعة التي تهدف إلى تثقيف رائد الأعمال حول كل شيء يدور في فلك هذا الكون؛ من التسويق إلى الأمور المالية، من خدمة العُملاء إلى التوزيع، من المورّدين إلى خدمات ما بعد البيع إلى التكلفة إلى الدفاتر الماليّة!

لا مشاكل في تثقيف رائد الأعمال أبدًا، فهو بحاجة لهذا الأمر بعد أن يرى مشروعه النور، بعد أن يُطلقه ويبدأ بالحصول على مُستخدمين أو زوّار، بعد أن يُصبح لديه شركة يسعى لتنشئتها على أساس صحيح. أما أن تُقدّم له ورشات عمل نظرية في إدارة الشركات وهو لا يملك بالأساس زر جاهز من أزرار تطبيقه فالأمر أشبه بالجلوس مع شاب تزوّج لتوّه وشرح كافّة مراحل تربية الطفل منذ ولادته وحتى زواجه!

الشركات الصغيرة تتألف من أقسام مُختلفة مسؤولة عن إدارة أساسيات العمل من مُحاسبة وفواتير إلى تسويق ومبيعات، أما الشركة الناشئة فهي حديثة العهد، مؤسسوها يجهلون تمامًا ما وراء الفكرة ويتعلّمون أثناء رحلتهم في ريادة الأعمال والكُتب التي تؤكد هذا الأمر كثيرة جدًا.

ومن هنا عزيزي رائد الأعمال لا تُركّز بداية سوى على الفكرة. قُم ببحث بسيط في السوق للتأكّد من عدم وجود تطبيقات أو مُنتجات مُشابهة لكي لا يضيع وقتك وأنت تحلم أنك الأوّل. لا مانع أن تأتي بشيء موجود مُسبقًا في السوق شريطة أن يُقدّم تطبيقك قيمة مُضافة تُميّزه عن البقيّة بشكل أو بآخر. بعدها، تقاسم مع المؤسّسين أقسام الشركة وتعلّموا كل شيء وأنتم داخل المعمعة. وتذكّر دائمًا “لو كان مُنتجك كاملًا، فأنت حتمًا تأخّرت عن السوق” If it’s perfect, you are already too late.

الوسوم
اظهر المزيد

فراس اللو

مُبرمج ومُطوّر تطبيقات ومواقع. صانع مُحتوى ومُحرّر تقني في موقع ميدان الجزيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق