
صُدمت بشكل كبير جدًا أثناء الاستماع لخُطبة صلاة الجمعة، الموافق لـ 24 تموز/يوليو، والتي تزامنت مع إقامة أول صلاة في جامع آيا صوفيا (Hagia Sophia) منذ 60 عام تقريبًا. ولمن لا يعلم، تلتزم جميع المساجد في تُركيا بخطبة واحدة صادرة عن وزارة الأوقاف التي تسعى فيها إلى شرح آية واحدة من القرآن الكريم مع ذكر حديث شريف أيضًا مُرتبط بنفس الأمر.
خطبة الجمعة الماضية تناولت الآية الكريمة “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ” لتسليط الضوء على إعلان تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد من جديد، وهي خطوة ذات أبعاد سياسية على ما يبدو، لكن تأثيرها -من وجهة نظر شخصيّة- على الدين محدود جدًا.
خيبة أملي مما تناولته الخُطبة كانت بسبب تجاهل الحديث عن جريمة قتل بشعة قام بها أحد الشُبّان بحق صديقته خلال الأسبوع المُنصرم أيضًا، ففي ظل الانفتاح الكبير الذي جلبته شبكات التواصل الاجتماعي إلى عالمنا، والقيم التي بدأت تختفي في المُجتمع بسبب ذلك، كان لا بُد من استغلال هذه الخُطبة للحديث عن نظرة الدين للمرأة، وعن أخلاق الرسول (ص) في التعامل مع المرأة.
جميع الدراسات تُفيد بأن الشبكات الاجتماعية جعلت فترة تركيز الإنسان قليلة جدًا، أي أنك ولاستثارة انتباه أي شخص تمتلك فترة محدودة جدًا وإلا فإن الفرصة فاتتك تمامًا، وهو أمر تُدركه الشركات الكُبرى أولًا، ومشاهير الشبكات الاجمتاعية ثانيًا الذين تبدأ مهمّتهم في الحصول على انتباه المُستخدم من العنوان، وهو الأسلوب الذي لجأت له أيضًا عند كتابة هذه التدوينة.
في ظل عدم تمسّك الشباب في دينهم، أو الامتثال لأخلاقه على أقل تقدير، وفي ظل وجود مئات المنافذ التي يُمكن لأي شخص التوجّه لها لإضاعة وقته، فإن فترة الـ 20 – 25 دقيقة في صلاة الجمعة هي تقريبًا الفرصة الوحيدة أمام الشيوخ في المساجد لجذب الانتباه وتقديم عِبرة أو درس بسيط يُخاطب العقول المُختلفة التي تُسيطر عليها الشبكات الاجتماعية بشكل كبير جدًا، مع مُراعاة استخدام لُغة تُناسب الجميع، ولعل أحمد الشُقيري أفضل مثال على الشخص الذي خاطب العالم بلغتهم الحالية.
خبراء الدعوة -حسب رأيي المتواضع- يجب عليهم أن يجدوا الطريقة المناسبة لكل زمن.