ماذا لو نقلنا واحدة من أهم ميّزات سناب شات Snapchat إلى نظامي أندرويد وiOS
لا يخفى على الجميع التطوّر الكبير الحاصل في أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية، أندرويد من جوجل وiOS من آبل، التي وفّرت فرصة أمام المُطوّرين الذين لم يهدروها وخرجوا لنا بتطبيقات مُفيدة جدًا؛ أي أن اقتناص الفرص ضروري جدًا في العالم التقني.
في نظام iOS على أجهزة آبل الذكية هُناك خوارزمية مسؤولة عن اقتراح تطبيقات للمُستخدم على شاشة القفل، فهي ترصد عادات المُستخدم في استخدام تطبيقاته مع أخذ الوقت والموقع الجغرافي بعين الاعتبار، لتقوم فيما بعد باقتراح تطبيق ستاربكس Starbucks عند الاقتراب من موقعه الجغرافي لأن المُستخدم اعتاد على فتح التطبيق بمُجرّد الوصول إلى هذا المكان، أو اقتراح تطبيق يوتيوب Youtube عندما يكون المُستخدم في منزله مساءً، وهذه أمثلة بسيطة جدًا على آلية عمل الخوارزمية.
في تطبيق سناب شات Snapchat هناك ما يُعرف بالـ Geo Filters أو فلاتر الموقع الجغرافي، فبعد التقاط صورة أو تسجيل فيديو، يُمكن للمستخدم تطبيق الفلتر الخاص بالمدينة التي يتواجد بها، كما أن بعض المطاعم أو المحلات التجارية بإمكانها إنشاء الفلتر الخاص بها وتوفيره للزبائن كنوع من الترويج، لكن ماذا لو دمجنا الحلول التقنية التي جاءت لتحسين حياة المُستخدم بالتسويق الجيّد للمُدن؟
ماذا لو وفّرت آبل في نظام iOS أو جوجل في أندرويد نفس الفكرة؟ فعوضًا عن عرض تطبيقات للمُستخدم على شاشة القفل بناءً على عاداته فقط، لماذا لا يتم السماح للشركات أو الهيئات الحكومية باستغلال مثل هذه المساحة لعرض تطبيقاتها؟
ماذا لو استغلّت بلدية اسطنبول مثلًا هذه المساحة لعرض التطبيقات التي توفّرها للأجهزة الذكية؟ فمثلًا وعند اقترابي من موقف رئيسي للباصات يعرض لي النظام تطبيق بلدية اسطنبول الخاص بمواقف الباصات وأرقامها والمواقف التي تتوقف بها، صحيح أنني لا امتلك التطبيق على جهازي، لكن كنوع من الترويج وإخبار المُستخدم أن هناك تطبيقات قد تُفيدك في المنطقة التي تتواجد فيها حاليًا.
الفكرة بشكل آخر، سناب شات يُغيّر الفلاتر الجغرافية بحسب موقع المُستخدم، فالفلتر الخاص باسطنبول غير الفلتر الخاص بمدينة جدّة على سبيل المثال. نفس الأمر لو تُطبّقه جوجل وآبل في اقتراحات شاشة القفل قد يكون فرصة عظيمة تُضيف للمُستخدم أولًا، وللشركة ثانيًا، فعند وصولي إلى مطار دبي مثلًا يُمكن أن يقترح النظام لي تطبيق إمارة دبي المُعتمد للانتقال، أو تطبيق خرائط مترو الأنفاق، أو دليل المدينة إن توفّر؛ باختصار، الترويج للتطبيقات اعتمادًا على الموقع الجغرافي للمستخدم والمكان المُخصّص على شاشة القفل لهذا الغرض.
اعتقد أن مثل هذه الفرصة جيّدة للمستخدم أولًا كما ذكرت، وللشركة ثانيًا التي قد تُضيف بُعدًا آخر وتفاعلية أفضل ما بين النظام والمُستخدم، فعوضًا عن الإعلان عن التطبيقات داخل المتجر فقط، يُمكن استغلال مساحات صغيرة لا تُزعج المُستخدم، مع توفير خيار للخروج من مثل هذا الاستخدام.