تجارب شخصية

مساحات العمل المُشترك في منطقة “أوبود” Ubud بالي-أندونيسيا

شارف أسبوعي الثاني في مدينة بالي الأندونيسية على الانتهاء، الأسبوع الذي انتقلت فيه لمنطقة جبلية تُعرف بـ “أوبود” Ubud تتميّز بكونها مقصدًا للراغبين بالاسترخاء بعيدًا عن الازدحام الموجود على الشواطئ.

لن أتطرّق في هذه التدوينة إلى “أوبود” بشكل خاص، بل لمساحات العمل المُشترك الموجودة فيها والخيارات الأمثل من وجهة نظري بعد تجربتها جميعها خلال الأيام القليلة الماضية.

مقهى “سينيمان” Seniman

أثناء توجّهي للمنطقة الجديدة، أخبرني السائق عن مقهى معروف جدًا بين أوساط المُستقلّين Freelancers اسمه “سينيمان” كُنت محظوظًا جدًا بكونه بعيد عن منزلي بضعة أمتار فقط.

يتميّز هذا المقهى بوجود مجموعة من الطاولات الكبيرة المُشتركة المُلائمة للراغبين بالجلوس والعمل لفترة طويلة مع إمكانية فتح أحاديث مع بقيّة المُستقلّين أيضًا والاستفادة من خبراتهم، خصوصًا أن مجموعة كبيرة من الأجانب استقرّوا في بالي نظرًا لطقسها الحار طوال العام.

أسعار المقهى معقولة جدًا وأرخص من “ستاربكس”، فتكلفة القهوة في المقهى 2.2 دولار أمريكي تقريبًا، وهي قهوة خاصّة بهم تُزرع في مزارعهم. وهذا يعني إمكانية طلب تغيير نوع القهوة لاستخدام بن مُحمّص بدرجات حرارة مُختلفة، وهو ما يمنح القهوة مذاقًا مُختلف. الطعام في المقهى نظيف وبأسعار مقبولة أيضًا، فلقاء ستة دولار تقريبًا يُمكن تناول وجبة كافية، عكس الكثير من المطاعم الخارجية التي تُقدّم كمّية أقل وبأسعار أغلى.

الإنترنت أيضًا مُميّز وسريع جدًا من الصباح وحتى المساء لم يشهد انقطاعًا أو بطئ، على العكس تمامًا، وهذا يمنح المُستقلّ حرّية كبيرة أثناء العمل. أما العيب الوحيد في المقهى، وفي الكثير من مقاهي ومطاعم بالي، فهو المطبخ المفتوح نوعًا ما الذي يملأ المكان برائحة الطعام والزيت أثناء تجهيزه، لكن بدرجة مقبولة في هذا المقهى على الأقل.

“آوت بوست” Outpost

بعد تجربة المقهى، كان لا بُد من زيارة بعض مساحات العمل المُشترك في “أوبود” ومن أبرزها “آوت بوست” التي توفّر اشتراكات على حسب ساعات العمل، وأُخرى شهرية، إضافة إلى إمكانية الدفع يوميًا.

بشكل عام فإن المكان نظيف ومُرتّب. وصلت في الثامنة صباحًا ولم تستغرق عملية التسجيل سوى بضعة دقائق ومن ثم توجّهت لطاولات العمل المُشترك.

تتميّز “آوت بوست” أولًا بالأسقف العالية والنوافذ التي تسمح بمرور الضوء الطبيعي. كما أن المساحة المُغلقة المُكيّفة كبيرة جدًا وهادئة ويُمكن العمل فيها والتركيز طوال الوقت، فلا تنبيهات ولا مُكالمات ولا أشخاص يتحدّثون معًا.

توجد أيضًا مساحة علوية مفتوحة بدون تكييف، يُمكن الحديث فيها بصوت عالي دون مشاكل، وهي مساحة أيضًا مزوّدة بطاولات كبيرة مع شرفة خارجية يُمكن العمل فيها أيضًا كمساحة مفتوحة بدون حدود.

تكلفة استخدام “آوت بوست” يوميًا هي 16 دولار تقريبًا، يحصل فيها المُستقل على قهوة وشاي، وماء، مجانًا طوال الوقت. كما يوجد مقهى خاص يُقدّم الطعام بأسعار لا بأس بها كذلك تتراوح بين 2.9 دولار إلى 4.7 – 5 دولارات تقريبًا.

“هوبود” Hubud

من ناحية الشهرة، فإن “هوبود” هي الأشهر تقريبًا من بين جميع مساحات العمل المُشتركة والجميع يتحدّث عنها طوال الوقت، لذا قُمت بزيارتها مع سقف توقّعات مُرتفع جدًا مُقارنة بالبقيّة. لكنهم وللأسف، يُقدّمون جودة سيئة، مُبالغ فيها من الناحية الإعلامية.

وصلت للمكان الساعة الثامنة صباحًا، لكنني اضطررت لانتظار ساعة تقريبًا لقدوم الشخص المسؤول، وهو الشخص الموجود عادة خلف مكتب الاستقبال، دون سبب مُقنع أو دون أن يسمحوا لي مثلًا ببدء العمل ريثما يصل.

وبعد ساعة، والكثير من التأخير أتممت عملية التسجيل ليوم واحد، وهذا بتكلفة 19 دولار أمريكي تقريبًا تحصل مُقابلها على شاي وقهوة، وماء، مجانًا كذلك مثل “آوت بوست”.

“هوبود” مكان قديم نوعًا ما، فالمساحة في الأسفل مفتوحة بدون تكييف والعلوية المُكيّفة صغيرة إلى حد ما، والطاولات والأرضية قديمتين جدًا. إضافة لما سبق، فإن المساحة مُغلقة دون الكثير من النوافذ، وبالتالي لا ضوء طبيعي ومن السهل أن تشعر بالملل والنعاس. في فترة الظهيرة امتلئ بالمكان بشكل كامل تقريبًا، وهذا نظرًا لشهرته عكس البقيّة، الأمر الذي قد يُصبح مُشتّتًا مع مرور الوقت.

يوفّر “هوبود” إنترنت مقبول نوعًا ما مع مقهى لكن نصف الطعام في القائمة غير متوفّر وتحتاج للطلب من الخارج. لكن الخيارات المتوفّرة غالية، وبالتالي قد تضطر لدفع 10 دولار مثلًا لتناول وجبة مقبولة لمُتابعة العمل دون مشاكل.

بشكل عام فإن تفضيلاتي شخصيًا هي بنفس الترتيب، فمقهى “سينيمان” مُلائم جدًا وجميل للعمل، كما أن تكلفة الجلوس فيه تقريبًا هي 15 دولار على اعتبار شرب القهوة أكثر من مرّة مع تناول وجبة الغداء. أما “آوت بوست”، فلولا بُعده قليلًا لكان خيارًا جيدًا للعمل الحر، في وقت لا أنصح فيه بتجربة “هوبود” لأنه مشروع تجاري أكثر من كونه مكان للعمل الحر.

وتجدر الإشارة إلى أن “هوبود” و”آوت بوست” يُقدّمان ورشات عمل بمواضيع مُختلفة يوميًا. كما أن “ستاربكس” متوفّر ويُمكن العمل فيه، حيث تتوفّر فيه طاولات كبيرة للراغبين بالجلوس والعمل.

الترحال الرقمي في مدينة بالي-أندونيسيا [الأسبوع الأول]

الوسوم
اظهر المزيد

فراس اللو

مُبرمج ومُطوّر تطبيقات ومواقع. صانع مُحتوى ومُحرّر تقني في موقع ميدان الجزيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق