مشوار الألف ميل يبدأ من فهم السوق وثقافة الشريحة المُستهدفة
أيًا كان حجم مشروعك في السوق ونجاحه، تحتاج دائمًا لدراسة أي سوق ترغب بالتوسّع إليه، فأي خطأ قد يقتل الانطلاقة التي تُعتبر من أهم المراحل التي يمر فيها أي مشروع.
قد يكون مشروعك ناجح في بلد ما، لكن الاسم لوحده لن يكفي عند الرغبة في الدخول إلى بقعة جغرافية جديدة، والانتباه إلى أدق التفاصيل أمر هام جدًا لتفادي العوائق المُحتملة.
آبل مثلًا وعندما ترغب في بيع أجهزتها في بلد لا تملك فيه متاجر رسمية، تتقرّب من الأسماء الكبيرة فيه أولًا، لأن تلك الأسماء لديها الخبرة الكافية وعلى دراية كاملة في السوق. فآبل، أو غيرها من الشركات، قادرة على إنشاء شركة بمُسمّى جديد وبيع أجهزتها دون التقرّب من أحد. لكنها تعلم أن تجاهل دراسة السوق وثقافة الشريحة المُستهدفة فيه مثل اللعب بالنار.
مشروعي الحالي مشروع أجنبي ولا يدعم العربية أبدًا، لكن الخطوة التالية هي التوسّع في بعض البلدان العربية ولهذا السبب وعلى الرغم من عدم وجود موظّفين في تلك البلدان، يُمكننا إتقان التفاصيل الأساسية مثل دعم المشروع للغة العربية وترجمة كل شيء فيه، إضافة إلى ضمان ظهور كل شيء من اليمين إلى اليسار لكي لا يشعر المُستخدم أن الموقع مُترجم على غوغل.
هناك تفاصيل أهم بكثير، فالصور مثلًا يجب أن تعكس ثقافة البلد أو البيئة، فلا يُمكن استخدام صورة لشاب أبيض البشرة أشقر الشعر في مناطقنا العربية التي تتميّز بحرارتها العالية في الصيف.
تلك الأمور بسيطة في عيون البعض، لكنها هامّة لدخول السوق بثقة ودون خوف، فشركات الملابس الكُبرى لو أطلقت نفس التشكيلة في جميع البلدان قد تُعلن إفلاسها فورًا، فهي تقوم بتعديل بعض الخطوط لتكون متوافقة مع ثقافة البلدان المُختلفة التي تتوجّه إليها.
باختصار، حدّد السوق وتعلّم عن عاداته وتقاليده، والأهم من هذا كُلّه هو إتقان لغته أيًا كانت، فشركة iMobie الصينية مثلًا تُرسل بياناتها الصحفية باللغة العربية لتُشعر من تُخاطبهم أنها قريبة منهم. ونفس الأمر في مشروعك، فلا تنسَ أن اللغة هي أول شيء نتواصل به في أي بلد جديد نصل إليه، والوضع لا يختلف كثيرًا في المشاريع.
هذا المقال جزء من مقالات ضمن سلسلة من صفر إلى واحد، وهي سلسلة سأشارككم بها تجربتي العملية في إدارة أحد المشاريع الأجنبية. يُمكن الاطّلاع على السلسلة الكاملة من هنا. أو قراءة المقال السابق بعنوان من صفر إلى واحد، سلسلة جديدة للحديث عن ريادة الأعمال والشركات الناشئة.